تشهد المملكة العربية السعودية نموًا مستمرًا في قطاع السيارات، إذ تشير بيانات التجارة الخارجية للمملكة العربية السعودية إلى أن إجمالي قيمة واردات المركبات ومعدات النقل وأجزاؤها ولوازمها قد بلغ 78.75 مليار ريال في عام 2020 ما يجعلها واحدةً من أكبر أسواق السيارات في الشرق الأوسط.
لكن، وعلى الرغم من تبني هذا القطاع مجموعةً من التقنيات المختلفة، إلا أن حجم السوق الكبير وضخامة منظومة قطع الغيار تفرض العديد من التحديات، وتفتح باباً واسعاً للابتكار والتطوير وحيزًا كبيرًا للتفاعل مع الحلول التقنية في مجال قطع غيار السيارات لتُحقق في نهاية المطاف أهداف رؤية المملكة 2030 للتحول للاقتصاد الرقمي ورفع مستوى وجودة الحياة في المملكة.
سوق قطع غيار السيارات في السعودية
تعد المملكة العربية السعودية سوقًا إقليميًا رائدًا للسيارات في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ استحوذت على ما يقارب 52% من السيارات المباعة في دول مجلس التعاون الخليجي و 35% من تلك المباعة في الشرق الأوسط عام 2020.
تأتي هنا أهمية سوق قطع غيار السيارات وسوق ما بعد البيع الذي يلعب دورًا حيويًا في دعم هذا القطاع وتلبية احتياجات المستهلكين. فوفقًا لآخر التقارير، بلغت قيمة هذا السوق 4,732 مليار دولار أمريكي في عام 2021. وتشير التوقعات إلى أن هذا السوق سيشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث من المتوقع أن ينمو إلى 7.13 مليار دولار أمريكي من حيث القيمة بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.5%.
يرجع نمو سوق قطع غيار السيارات إلى تزايد عدد المالكين الراغبين بإجراء تعديلاتٍ على سياراتهم، بما فيها التعديلات الشكلية وتعديلات الأداء وغيرها من التعديلات التي تتطلب قطع غيار جديدة، وزيادة متوسط عمر السيارة والاعتماد المتزايد على التقنيات المتقدمة الناشئة في تصنيع قطع غيار السيارات. في ظل هذا الطلب المتزايد وعدد القطع الكبير، يبدو جليًا دور و أثر استخدام التقنيات الحديثة في مجال قطع غيار السيارات سواءً لزيادة الكفاءة الزمنية والتشغيلية، أو لضمان توافر قطع الغيار على اختلاف أنواعها خلال فترة قصيرةٍ من طلبها، وحتى للتنبؤ بتوجهات السوق خلال أوقات العام المختلفة.
أثر استخدام الحلول التقنية في مجال قطع السيارات
اتخذت المملكة العديد من الخطوات لتطوير سوق قطع غيار السيارات في السنوات الماضية، وهذا ما يبدو جليًا في تبنيها التقنيات الحديثة لتطوير هذه الصناعة وزيادة كفائتها لتحقيق رؤية المملكة 2030. لكن، ومما لاشك فيه أن المجال ما يزال مفتوحًا للعديد من التقنيات الجديدة التي من شأنها النهوض بهذا القطاع، كاستخدام قواعد معلومات مركزية وطريقة موحدة لربط جميع الأطراف المعنيين بسلسلة الإمداد خلال كافة مراحلها، من لحظة طلب القطع إلى توريدها وانتهاءًا بتزويد العميل بها. الأمر الذي من شأنه زيادة أثر استخدام الحلول التقنية في مجال قطع السيارات.
هذا ما يجعل التقنيات الحديثة مثل تحليل البيانات الضخمة وتقنيات الحوسبة والتخزين السحابي أمرًا لا مفر منه لزيادة كفاءة وفاعلية سوق قطع الغيار. حيث يؤمن 72% من المدراء التنفيذيين في الشركات المصنعة أن تحليل البيانات أمرٌ ضروري لزيادة الإنتاج.
فيما يلي بعض الحلول التقنية التي يمكن استخدامها للنهوض بهذا القطاع:
وجود منصة متكاملة وشاملة
تعتبر حجر البناء الأساسي الذي يوفر خدمات ومعلومات وحلول لجميع المشاركين في سوق قطع غيار السيارات، سواءً أكانوا موردين أو تجار أو مصنعين أو موزعين أو عملاء.
تربط المنصة بين الأطراف بشكل آمن وسريع ومرن، وتسهل عملية التواصل والتعاون والتفاهم بينهم وتقدم خدمات متنوعة مثل إدارة المخزون والطلبات والشحنات، وإجراء المدفوعات والفواتير، وتقديم الدعم الفني والاستشارات، وجمع وتحليل البيانات والإحصائيات، وغيرها.
تساهم هذه المنصة في رفع كفاءة وجودة سوق قطع غيار السيارات، وزيادة رضا العملاء وخفض التكاليف ونسبة الأخطاء. كما ستكون البيانات التي ستُستخدم في هذه المنصة أساسًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتطوير مختلف جوانب هذا القطاع، حيث من المتوقع أن تساهم هذه التقنيات في زيادة الانتاجية بنسبة 40% بحلول عام 2035.
تعد منصة منصة التجار QVM المتكاملة، أكبر منصة رقمية لبيع قطع غيار السيارات في الشرق الأوسط، حيث تتخصّص المنصّة بتوفير قطع الغيار للمشترين حسب احتياجاتهم، كما تُمكِّنهم من الوصول إلى خيارات مختلفة من القطع، بالجملة أو القطاعي، إضافة إلى مميزات منها: البحث عن القطع، وتقديم خيارات وبدائل للقطع التي تبحث عنها، بالإضافة إلى الكثير من الخدمات الأخرى التي يمكنك الحصول عليها بمجرد إنشاء حساب على المنصة المُتقدّمة من QParts:
- معرفة أسعار القطع حظيًّا.
- سهولة المقارنة بين الأسعار.
- الحصول على القطع بأفضل الأسعار.
- عروض يومية وشهرية.
- وسائل دفع مختلفة.
نظام سحابي لإدارة المخزون ونقاط البيع
يتيح هذا النظام لأصحاب المحلات مراقبة حالة المخزون بشكل دقيق وآني، وإجراء عمليات البيع بشكل سهل وآمن، وإصدار التقارير والإشعارات بشكل آلي. كما يتيح هذا النظام لأصحاب المحلات الوصول إلى المخزون من أي جهاز أو مكان، والتزامن مع الموردين أو المستودعات أو المحاسبة. تكمن ضرورة هذا النظام في تحسين إدارة المخزون والبيع، وتقليل الهدر والسرقة، وزيادة الإيرادات والأرباح.
يأتي هنا دور برنامج كيو ستوك لإدارة المخزون ونقاط البيع في محلات قطع الغيار الذي يشتمل على لوحة تحكم سهلة الاستخدام تلبي جميع احتياجات القطاع من الأنظمة المحاسبية، كما أنه معتمد رسميًا من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
يوفر البرنامج العديد من الخدمات السحابية ويتمتع بالعديد من المميزات التي تسهل عملية إدارة المخزون ونقاط البيع، مثل:
- المتابعة اللحظية للمخزون
- إعداد تقارير مفصلة وإصدار تقارير شهرية أو سنوية للمخزون والمبيعات والمشتريات.
- إصدار التسعيرات الضريبية وإصدار فواتير الشراء والبيع والتسعيرات الضريبية.
- إدارة العملاء بطريقة سهلة وسلسة.
- تخزين سحابي فوري للبيانات.
- متابعة لحظية للمخزون والمشتريات والمبيعات.
تقنيات الذكاء الاصطناعي
تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المشتري وتفضيلاته واحتياجاته، ما يشمل قطاع قطع غيار السيارات في العالم، حيث من المتوقع أن تزيد تقنيات الذكاء الاصطناعي أرباح جميع الأعمال بنسبة 39% بحلول عام 2035، وتقديم اقتراحات وخصومات لمستخدميها بالإضافة إلى التنبؤ بتوجهات السوق على مدار العام. كما تُساهم هذه التقنيات في توسيع نطاق سوق قطع غيار السيارات، وزيادة التنافسية والابتكار، ورفع مستوى الراحة والثقة.
لذا، فإن المسارعة في تبني التقنيات الحديثة في إدارة وتنظيم وتطوير سوق قطع غيار السيارات هي واحدة من أهم خطوات تحقيق أهداف رؤية المملكة لعام 2030 والانتقال للاقتصاد الرقمي. كما أنها الخطوة الأساسية في زيادة كفاءة هذا القطاع التشغيلية والمالية.